إنّ المملكة النباتية مصدر مهمّ، وكنز لا ينضب من الأصناف النباتية الي تحتوي على الفوائد الغذائية والطبية الي يمكن استثمارها اقتصادياً
وتعدّ النباتات الطبّية من المحاصيل غر التقليدية، ويعود استخدامها لأقدم العصور في أغراض مختلفة، وقد اكتسبت النباتات الطبية والعطرية في العصرين الوسيط والحديث أهمية كرى في عاج الكثر من الأمراض، وفي دخولها في كثر من الصناعات الغذائية بوصفها موادّ حافظة، وفاتحة شهية، ومكسبة طعم، يضاف إلى ذلك ما تمّ استهلاكه منها على هيئة مشروبات منشطة، أو ملطّفة
ولا يشكّل الحديث عن النباتات الطبية والعطرية وسبل استخدامها دعوة إلى العودة إلى الخلف، أو إعطاء ظهورنا للبحوث العلمية الي تجري حديثاً، بل إن الغرض تسليط
الضوء على جانب مهمّ جداً من الثروات الطبيعية الي بن أيدينا، والي تزخر بها أرضنا في سورية
ونحن -في هذه الحال- لا نقلّل من حجم الانتصارات الي حقّقها الطب الحديث ولكننا في حاجة إلى ترشيد المسرة العلمية في عاج الأمراض، وشفاء الأجسام، وحين ابتعدنا عن الطبيعة كان شقاؤنا بقدر ابتعادنا عنها
تحميل الكتاب
إنّ المتحمّسن للعاج بالأعشاب الطبية في مختلف أنحاء العالم بذلوا جهوداً مضنية للوصول إلى الحقيقة، وكشف أسرار هذا النوع من العلاج لدرجة أن هنالك -حالياً- في أمريكا وأوربا والصن والهند الكثر من المستشفيات والمصحّات الي تقتصر فيها وسائل العلاج لجميع الحالات المرضية على النباتات الطبية للأسباب الآتية
ثمةّ حالات مرضية كثرة يصعب معها استخدام العقاقر الكيميائية، ويُفضّل اللجوء إلى التداوي بالأعشاب
ضرورة الاستفادة ما أمكن من النباتات الطبية الطبيعية الأكثر ضماناً من المواد الكيميائية
هنالك تجارب عالمية رائدة للتعامل مع الأعشاب الطبية بأسلوب علمي قائم على التجربة الدقيقة، والاختبارات الصحية، كتجربيّ الهند والصن
وقد يتبادر إلى الأذهان سؤال مشروع: كيف نعود إلى الأعشاب الطبية والعطرية في معالجة الأمراض في الوقت الذي قطع فيه الطبّ أشواطاً بعيدة في الصحّة والعلاج؟
إنّ الطب الحديث كثيراً ما يقف عاجزاً، ولا يملك علاجاً لبعض الحالات، وليست الأدوية الحديثة سوى أشكال مركّزة للمادة الفعّالة الكيميائية من العشب والنبات، ولا يخفى ما لهذا التركيز الذي يتناوله المريض من مخاطر وأضرار